د. محمد خالد.. يكتب:هل نحن نحسن صنعا ؟!


بقلم :

د. محمد خالد

اليوم الجمعه ٢٤ ابريل ٢٠٢٠ الموافق ١ رمضان ١٤٤١ تخيلت نفسي الان او اليوم مع زملائي في مستشفيات العزل

نحارب ضد فيروس كورونا المستجد او لربما كنت واحد من المرضي المصابين شفي الله جميعهم . منا في هذا اليوم من ترك اهله بارادته طبيبا او ممرضا او فنيا او عامل خدمات للعمل بمستشفيات العزل او غيرهم او تركهم مجبرا مريضا كان او مرافق لطفل مريض محتاج الرعايه او من كان معزولا في بيته بينه وبين اهله تواصل بالسمع والرؤيه عن بعد .
في كل بيت اليوم اول يوم من شهر الله المعظم منا من فقد عزيز عنده أو ترك غال مجبرا محجوزا بالمستشفي لمصير لا يعلمه الا الله . منتظرا فرج الله .
عندما يرفع اذان المغرب اليوم ونحن في بيوتنا وغيرنا في مستشفياتنا ما بين طبيب هناك ومريض هنا . نعم في كل بيت من بيوتنا من يفقد او يفتقد غال عنده .
هل تتخيلو هذا المشهد يا ساده .ونحن معلقون في بيوتنا ما بين شوارع فارغه ومساجد ودور عباده مغلقه . وبيوت فيها الحزين واخري فيها فرحه شهر الصوم يعلوها الكثير من التناقضات وينقصها الكثير من المكملات التي اعتدنا عليها .
نحن من وضع انفسنا في ذلك . نعم هي ازمه عالميه ولكن :
تخيلو ونحن كافراد وشعوب في دولنا تخلينا عن واجبنا في الابتكار والاختراع فقط اصبحنا شعوب مقلده ومستهلكه نتمتع بمخرجات عقول العالم الاخر من تكنولوجيا وغيرها وننتظر منهم ان ينتجو ويبتكرو لنا العلاج لنقضي ونحمي من هذا الفيروس اللعين ولا نتردد في ان نشتمهم من علي منابرنا بكل انواعها وكيف ذلك ونحن نتلذذ بتكنولوجياتهم ونلبس لبسهم ونقود سياراتهم وقد يعالج بعضنا في مستشفياتهم .
فلنبدا بانفسنا نعم نبدا بانفسنا فواقع الحال يقول ان كنت صادقا فاستغن عنهم ونبتكر ونصنع لانفسنا مجدا وقد منحنا الله كل المقومات .
والازمه الاخيره اثبتت ذلك . اثبتت ضعف هذه الدول وقدرات دول اقل بكثير منهم . فلا تنتظرو منهم تكنولوجياتهم ودوائهم .
نحن كدوله نحسن صنعا . نعم نحسن صنعا عندما كنا جادين في الازمه من بدايتها وكنا علي مستوي الحدث ومن الافاضل في اداره الازمه بفضل الله وعلي كل المستويات.
وكافراد احسن الاطباء وهيئه التمريض وكل الاطقم الطبيه صنعا .عندما واجهو وكانو في الصفوف الاولي وكم سمعنا وشاهدنا كم البطولات التي بكت لها القلوب قبل الاعين .
ومع معدل المتغيرات السريعه والكثيره للحياه فقدنا كثيرا من الصفات بقي لنا بعضها ومنها الوفاء . نعم الوفاء . الوفاء لاهلنا ولوطننا نحن نحسن صنعا عندما نتمسك بالوفاء لأوطاننا لنرد له جزءا من بعض الجميل علينا .
عشت الازمه وتعايشت معها وتعلمت منها تعلمت الوفاء لاهلي واسرتي ووطني ووفاء الزملاء عندما اطمأنيت منهم بدون قصد عن حسن صنعنا . وبطولات الفرق الطبيه وعندما ذكرونا بمواقف جليله في مجالنا الطبي تحتم علي اشكر قيادتنا علي جميع المستويات اننا احسنا صنعا بمواقفكم وادارتكم وخططكم ودعمكم من بدايه الازمه حتي الان أن أنحني امام وطني لأحسن له صنعا كاقل واجب له .
نعم نحسن صنعا بالتكاتف .
نحسن صنعا بالوفاء .
نحسن صنعا عندما نستغني عن الدول المتقدمه ونكتفي بذاتنا ونستطيع .
نحسن صنعا عندما يرفع اذان اول مغرب في اول جمعه من شهر رمضان ونرفع اكف الدعاء لله بان يحمي وطننا ويشفي مرضانا ويرحم موتانا ويتقبل منا وتفتح مساجدنا ودور العباده .
نحسن صنعا عندما لا تنسونا من الدعاء .
نعم نحسن صنعا عندما تكون متيقنا بان تكون وفيا بما يرضي الله عز وجل .
حفظ الله مصرنا وحفظكم الله .
( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى