دار الإفتاء تزيح الستار عن تفاصيل تدشين أول بوابة إلكترونية شاملة لأمانة الإفتاء العالمية

أصبحت شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، هي الآلية العالمية الأولى التي أضحت لغة العالم في المعرفة والتعلم والتواصل، فإن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم كان لزاماً عليها وبعد مرور الخمسية الأولى على إنشائها، ولوج هذا العالم الرقمي من أوسع أبوابه وممارسة دور أكثر فعالية في محيطها الذي لم يعد يفهم غير هذه اللغة التي يتطور العمل فيها.

دار الإفتاء المصرية

ومن هنا، كشفت دار الإفتاء المصرية ضمن خطتها المستقبلية للسنوات الخمس المقبلة عن عزمها تدشين بوابة إلكترونية متكاملة وكيان تفاعلي احترافي خاص بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تنفيذًا لما تم اعتماده في المؤتمر الأول للأمانة في العام 2015.

من جهته، أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام للأمانة العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن هذه البوابة ستقوم بأدوار متعددة للأمانة تصنع معها صورة ذهنية مرجوة بحسبانها مظلة عالمية لكل ما يخص الإفتاء في العالم كله، كما ستعمل على ترسيخ قيم الوسطية والتعايش في الفتوى، ونشر صحيح الدين الإسلامي بالفهم الوسطي ومناهضة التطرف الفكري، وكذلك مجابهة الآلة الإعلامية لجماعات العنف والتطرف والنوافذ الإلكترونية متعددة المشارب.

وأضاف أن حالة الركود الفقهي والاستسلام للموروثات كانت عبقرية في حينها، لكنها لم تعد تصلح للإسقاط على مجتمعاتنا في عصور العولمة والدولة الوطنية كثيرا، ما صنع إسقاطها وفهمها على غير ما أراد أصحابها في حينها كوارث شديدة التأثير على مجتمعاتنا، وما تراث بن تيمية والتعامل معه من قبل جماعات العنف عنا ببعيد.

وأشار د.نجم إلى أن زائر بوابة هذه المؤسسة العالمية سوف يجد خبرا صحيحا قادرا على مواجهة ما أثير من شائعات والتغلب عليها بمصداقية مصادره، والفتوى الصحيحة تأصيلا وتنزيلا، لمواجهة سيل الفتاوى التي تعتمد شواذ الآراء وتسوغ العنف والقتل وإرهاب الآخرين والاعتداء عليهم، كما سيجد رؤى فكرية يتسلح بها لمواجهة الأفكار الهدامة، وحركة فقهية ودعوية دؤوبة يرى من خلالها ذاته ومجتمعه، ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

وأوضح أن البوابة ستكون حاضرة في قضايا الأسرة من زواج وطلاق وتربية، وعلى مستوى الأفراد هي حاضرة في جانبهم التعبدي، وجانب معاملاتهم مع الآخرين، كما ستكون حاضرة على المستوى الاقتصادي، والطبي والسياسي والاشتباكات الناتجة عن السياسة وتفاعلاتها.

كما ستخدم العاملين في الحقل الشرعي من مفتين ودعاة، كي يجدوا معينا صافيا يستقون منه زادًا يُعينهم على ممارسة أدوارهم، كذلك سيجد كل من المثقفين والنخبة على اختلاف أطيافهم ضالتهم.

وأضاف د.نجم أن بوابة الأمانة ستحاول صناعة تجربة نجاح متميزة ترتكز على عالمية المنهج الإسلامي وتخطيه كل الحدود الجغرافية، مستخدمة وسائل العصر المتاحة.

وأشار إلى أن تدشين البوابة أصبح واجبا وقتيا ينبغي عدم التأخر عن إنجازه، فالعدو اللدود وهو حركات التطرف والعنف لا تكفّ لحظة عن استخدام الجديد من أجل كسب أنصار جدد من شباب الأمة المغرر بهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى