“الضمير” واسرارفي ذكرى حرب اكتوبر 1973 : تفاصيل مذهلة عن المشير طنطاوي أثناء الحرب

تمكن الجيش المصري خلال الأيام الأولى من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الدفاعي الإسرائيلي المنيع. بدأ الهجوم في الجبهتين معاً في تمام الساعة الثانية بعد الظهر بغارات جوية وقصف مدفعي شامل على طول خطوط الجبهة. تحركت القوات السورية مخترقة الخطوط الإسرائيلية ومكبدة الإسرائيليين خسائر فادحة لم يعتادوا عليها خلال حروبهم السابقة مع المسلمين. خلال يومين من القتال، باتت مصر تسيطر على الضفة الشرقية لقناة السويس وتمكن الجيش السوري من تحرير مدينة القنطرة الرئيسية وجبل الشيخ مع مراصده الإلكترونية المتطورة.حقق الجيش المصري إنجازات ملموسة حتى 14 أكتوبر حيث انتشرت القوات المصرية على الضفة الشرقية لقناة السويس، أما في اليوم التاسع للحرب ففشلت القوات المصرية بمحاولتها لاجتياح خط الجبهة والدخول في عمق أراضي صحراء سيناء و الوصول للمرات و كان هذا القرار بتقدير البعض هو أسوأ قرار استراتيجي اتخذته القيادة أثناء الحرب لأنه جعل ظهر الجيش المصري غرب القناة شبه مكشوف في أي عملية التفاف و هو ما حدث بالفعل. في هذا اليوم قررت حكومة الولايات المتحدة إنشاء “جسر جوي” لإسرائيل، أي طائرات تحمل عتاد عسكري لتزويد الجيش الإسرائيلي بما ينقصه من العتاد.في ليلة ال15 من أكتوبر تمكنت قوة إسرائيلية صغيرة من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية وبدأ تطويق الجيش الثالث من القوات المصرية.شكل عبور هذه القوة الإسرائيلية إلى الضفة الغربية للقناة مشكلة تسببت في ثغرة في صفوف القوات المصرية عرفت باسم “ثغرة الدفرسوار” و قدر اللواء سعد الدين الشاذلي القوات الإسرائيلية غرب القناة في كتابه “”مذكرات حرب أكتوبر”” بوم 17 أكتوبر بأربع فرق مدرعة وهو ضعف المدرعات المصرية غرب القناة.وكان قائد ووزير الحربية المصري أشار إلى السيد الرئيس محمد أنور السادات بأنه سوف يقوم بازالة الثغرة بالجنود الاسرائلين والمصريين الموجودين بالثغرة وكان يوجد فيها قرابة أكثر من نصف الجيش الإسرائيليى ولكن أمريكا تدخلت لإنقاذ الموقف .في 23 أكتوبر كانت القوات الإسرائيلية منتشرة حول الجيش الثالث مما أجبر الجيش المصري على وقف القتال.في 24 تشرين الأول (أكتوبر) تم تنفيذ وقف إطلاق النار
المشير طنطاوي
وزير الدفاع والانتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة والذي يعشق العسكرية منذ كان طالبا في التوجيهية‏..‏ وكان يعد نفسه ليصبح ضابطا‏..‏ تخرج في الكلية الحربية عام‏56,‏ فبعد أشهر قليلة من تخرجه تعرضت مصر للعدوان الثلاثي في أكتوبر‏56‏ وشارك في مواجهة هذا العدوان‏.‏
وكتب  ممدوح شعبان:”مند بدأ حياته العسكرية برتبة ضابط وهو معروف بين زملائه وجنوده بالحزم والانضباط‏..‏ وقد شارك خلال حرب الاستنزاف ومن أقواله‏:‏ ان حرب الاستنزاف كانت فترة زاهرة في تاريخ القوات المسلحة المصرية حيث كان الجيش يقاتل ويستعد ويعيد بناء الجيش في نفس الوقت‏,‏ فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس‏,‏ كما منحت الشعب الثقة في الجيش‏.‏ وقد دخل المشير طنطاوي في مواجهة مباشرة مع القوات الاسرائيلية وتحديدا مع شارون اثناء حرب اكتوبر‏73..‏ ففي يوم‏12‏ اكتوبر تم دفع احدي الواحدات التي كان يقودها المقدم طنطاوي لتأمين الجانب الايمن للفرقة لمسافة‏3‏ كيلو‏,‏ كانت الفرقة قد تم اخراجها منها‏,‏ وتمكنت الوحدة بقيادة المقدم طنطاوي من الاستيلاء علي نقطة حصينة علي الطرف الشمالي الشرقي من البحيرات المرة‏,‏ وكان جنود هذه النقطة من الاسرائيليين قد اضطروا للهرب منها تحت جنح الظلام‏,‏ وفي مساء يوم‏15‏ اكتوبر كان المقدم طنطاوي قائدا للكتيبة‏16‏ مشاه التي احبطت عملية الغزالة المطورة الاسرائيلية حيث تصدت بالمقاومة العنيفة لمجموعة شارون ضمن فرقتي مشاه ومدرعات مصريتين في الضفة الشرقية‏,‏ احدث هذا في منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم المزرعة الصينية حيث كبدت الكتيبة بقيادة المقدم طنطاوي الاسرائيليين خسائر فادحة‏.‏

والمشير طنطاوي يعتز جدا بالعسكرية المصرية ويبث الثقة دائما في نفوس ضباط وجنود القوات المسلحة منذ بدأ حياته ضابطا بها‏..‏ ويتضح ذلك في أحاديثه الدائمة عن القوات المسلحة‏..‏ ويؤكد أنه وزملاءه ضباط القوات المسلحة كانوا علي يقين بعد هزيمة‏67‏ ان الجيش المصري لابد وان يدخل حربا أخري وينتصر فيها‏,‏ وأكد ان ما كنا نخشاه في الجيش أن يتم حل القضية سلميا دون ان تتاح لنا فرصة إثبات قدراتنا العسكرية وغسل آثار الهزيمة حتي تحقق النصر في أكتوبر‏73.‏
وهو يقول دائما لرجاله في القوات المسلحة أننا نبغي السلام ونتمني ان يستمر ولكن السلام الذي نبغيه هو سلام الأقوياء وليس سلام الضعفاء ولكي نحافظ علي السلام يجب ان تكون لدينا القوة التي تحميه وتروع من يحاول الاعتداء علي الأراضي المصرية‏..‏
ولهذا فإن استراتيجيته في القوات المسلحة هي تطوير امكانياتنا العسكرية ومواكبة احدث نظم التسليح العالمية بتشجيع وتدعيم البحث العلمي‏,‏ واستمرار تنمية وتطوير قاعدة التصنيع الحربي اعتمادا علي الخبرات والعلاقات والامكانات الذاتية للدولة قبل الاعتماد علي الآخرين من الأصدقاء‏.‏
وهو لايغفل الجانب الانساني في علاقته بمرؤسيه‏,‏ ففي اثناء حرب اكتوبر كان يعمل تحت قيادته قائد لإحدي سرايا الكتيبة نقيب اسمه محمد عبد العزيز وقد سقط شهيدا في المعركة‏,‏ ووفاء من المشير طنطاوي لرجاله حضر حفل خطبة ابنة الشهيد الذي اقيم في دار الحرس الجمهوري‏,‏ كما انه حريص دائما علي رعاية ابناء الشهداء والمصابين في العمليات العسكرية وتكريم الامهات المثاليات في القوات المسلحة‏”.

ونشرت مجلة اكتوبر سلسلة حوارات مع السفير محمد بسيوني السفير المصري السابق لدى إسرائيل، حيث روى بعض تفاصيل عمليات حرب السادس من أكتوبر وترتيبات الخداع الاستراتيجي الذي مارسه الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأجهزة مخابراته. أشار السفير بسيوني إلى دور المشير حسين طنطاوي في معركة المزرعة الصينية:

ويؤكد السفير بسيونى أن الطريق إلى الثغرة لم يكن مفروشاً بالورود ولكنه كان مليئا بالمطبات والمنحنيات والمعارك والتى كانت مقبرة حقيقية لجنود العدو وكانت أخطر تلك المعارك ما هو معروف تاريخياً بالمزرعة الصينية، وقد حدثت فى هذا المكان ملحمة عسكرية عندما شن العدو هجوماً كاسحاً على دفاعات الكتيبة 16 مشاه التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى.

وقد تجلى ذكاء وتخطيط قائد الكتيبة، المقدم طنطاوى عندما هاجمته مدرعات العدو.. عندها لم يكشف الرجل أوراقه، وقرر التحلى بالصبر، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته.. انطلق رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو، فجعلتها أثراً بعد عين، وقد فشل هجوم العدو فى الوصول للقناه، وأخذ يبحث عن مكان آخر بعيداً عن رجال الفرقة 16 مشاه التى كان يقودها العميد عبدرب النبى حافظ والكتيبة 16 مشاه التى كان يقودها المقدم محمد حسين طنطاوى – المشير فيما بعد – ورئيس المجلس العسكرى والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى الآن.

أما فرقتا شارون وآدن اللتان قامتا بالمجهود الرئيسى فى أحداث الثغرة ففقدتا أكثر من 500 جندى، بالإضافة إلى قتل ضباط الصفين الأول والثانى من قادة الألوية والسرايا، وهو ما اعترف به قادة إسرائيل فيما بعد، مؤكدين أن شراسة معارك الثغرة لم تحدث فى تاريخ الحروب بعد تلاحم المدرعات المصرية والإسرائيلية، وحرق المئات من العربات المدرعة والمجنزرات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى